العمارة الخضراء

طلاء أسطح المباني في مدن العالم باللون الأبيض قد يخفض درجات الحرارة    

هذه الصفحة من إعداد

الطالبات

لجين المنجد &شهد المغربي

مدرسة 17 نيسان

إشراف المدرّرسة

لينا جهان

 

دور العمارة المعاصرة في التقليل من الاحتباس الحراري

تأثير محطات (أبراج) الهواتف الخلوية على صحة الإنسان

 

 

العمارة الخضراء

تعتبر العمارة الخضراء أو المباني و المدن الصديقة للبيئة ,أحد الاتجاهات الحديثة في الفكر المعماري و الذي يهتم بالعلاقة بين المباني و البيئة , و هناك العديد من المفاهيم و التعريـــــــــــــــــفات التي وضعت في هذا المجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــال ,
فالمعماري كين يانج Ken Yeang : يرى أن العمارة الخضراء أو المستديمة يجب أن تقابل احتياجات الحاضر دون إغفال حق الأجيال القادمة لمقابلة احتياجاتـــــــهم أيضا ,
ويرى المعماري وليام ريد William Reed : أن المباني الخضراء ما هي إلا مباني تصمم و تنفذ و تتم إدارتها بأسلوب يضع البيئة في اعتباره , و يرى أيضا أن أحد اهتمامات المباني الخضراء يظهر في تقليل تأثير المبنى على البيئة إلى جانب تقليل تكاليف إنشائه و تشغيله,
أما المعماري ستانلي أبركرومبي Stanley Abercrombie : فيرى أنه توجد علاقة مؤثرة بين المبنى والأرض .
كما أن مدنا كثيرة في الحضارات القديمة خططت مع الأخذ بعين الاعتبار الواجهات الجنوبية للمباني ,
إن من أهم ما يمكن أن نستفيده من مبادئ المدينة التقليدية لترشيد الطاقة الكهربائية هو عنايتها بالظل في جميع أجزائها و مكوناتها و نسيجها العمراني , فالظل يعتبر من أهم العوامل المساهمة في توفير الطاقة بنسبة تصل لأكثر من 30 % , بالإضافة لتركه لمسة جمالية في المدن , فالاختلاف بين المساحات المشمسة و المظللة تحدث تباينا يرسم لوحات من الجمال في المدينة نتيجة انكسار الأسطح أو بروزها ,
كما أن وجوده يشجع على المشي و التلاقي و هذا يزرع الألفة و المودة بين فئات و أفراد المجتمع , فوفرة الظل و شيوعه له أثره الاجتماعي الطيب عكس ما تعانيه المدينة اليوم حيث شاع فيها استخدام وسائل المواصلات المختلفة بدلا من المشي


 

لقد تجاهلت كثير من المباني المعاصرة المناخ و عوامله فهيمنت القشرة الزجاجية على مبانيها و توجهت المساكن إلى الخارج بدل الداخل و انكشفت فتحاتها على أشعة الشمس المباشرة , و الفتحات و المسطحات الزجاجية تعتبر المصدر الرئيسي لنفاذ الحرارة إلى داخل المبنى فالزجاج يزيد من النفاذ الحراري إلى الداخل بمقدار
يفوق كثيرا النفاذ الذي يحدث خلال الأسطح المعتمة , إن القشرة الزجاجية خاصة في المباني التجارية و المكتبية و المحكمة الإغلاق و التي تعتمد على التكييف و التبريد الميكانيكي تعرض هذه المباني للأشعة المباشرة حيث تتراكم و تتكدس تأثيراتها داخلها مما ينعكس سلبا على الاقتصاد الوطني و القطاع الكهربائي على وجه الخصوص , فالمباني المكتبية و التجارية بقشرتها الزجاجية و المساكن بفتحاتها الزجاجية و المباشرة للشمس يمكن أن تنفذ أكثر من 70 % من الحرارة فلا شك بأن الحد من تسرب حرارة أشعة الشمس المباشرة يعتبر من أهم الطرق لتحقيق الراحة الحرارية في المباني العالية و خاصة التي تحتوي على مسطحات زجاجية كبيرة , و بالتالي فإن محاولة تظليل المباني بواسطة كاسرات الشمس يعتبر من أهم العوامل المساهمة في جودة التصميم المناخي , و لتأمين التظليل المناسب للمبنى يفضل استخدام العناصر النباتية كالأشجار و الشجيرات و المتسلقات دائمة الخضرة في الواجهات الغربية و متساقطة الأوراق في الواجهات الجنوبية , مع مراعاة توظيف أدوات تظليل المبنى ( كاسرات الشمس ) كأداة جمالية معمارية تعطي شخصية مميزة للمبنى , كما يمكن خفض اســـــــــــــــتهلاك الكهــــــــــــــــــرباء باستخــــــــــــدام :
الخلايا الشمسية الكهروضوئية (pv cells ) :
و التي تنتج الكهرباء مباشرة من ضوء الشمس الساقط عليها , بطريقة نظيفة غير ملوثة أو مؤثرة سلبا على البيئة , وغير مزعجة و بدون إشغال أي حيز داخل المبنى , بالإضافة إلى أنها تحتاج إلى القليل من الصيانة , نظرا لأنها لا تحتوي على أجزاء متحركة , كما يمكن تركيبها و استخدامها بدون عوائق , وهي مصنوعة بشكل أساسي من مادة السيلكون ( الرمل) و هي مادة متوفرة على نطاق واسع , ولا يؤدي استخدامها إلى الإضرار بالبيئة , و نظرا لأن الخلايا مجمعة في وحدات فهي سريعة التركيب ,و يمكن زيادة عددها و التمدد فيها بسرعة , وكذلك تولد الوحدات الكهروضوئية الكهرباء في مكان الاستخدام لذلك لا يوجد فقد كبير في الكهرباء نتيجة التوصــــــــيل ,


 

 
و تجمع هذه الخلايا تحت طبقة عازلة ( غالبا من الزجاج ) لتكوين لوحة كهروضوئية (pv panel ) للحصول على كمية أكبر من الطاقة ,
هذا و تصنع الخلايا الكهروضوئية بأشكال و ألوان و مواصفات مختلفة لتتناسب مع التطبيقات المختلفة في المباني دون التأثير على طابعها المعماري , فمنها الشفاف و النصف شفاف الذي يسمح بنفاذ الضوء و الذي يستخدم بدل الزجاج العادي في الشبابيك و الواجهات الزجاجية و الإضاءة السماوية , كذلك لها ألوان مختلفة مثل الرمادي و البني و الأسود و الأخضر بالإضافة إلى بعض الألوان المختلطة و المتدرجة , وبعض أنواع الخلايا تكون مرنة قابلة للف و اللي لتتناسب مع الأسطح المنحنية و الدائرية ,
هذا و تستخدم الخلايا الكهروضوئية الضوء المباشر بالإضافة إلى الضوء المشتت و المنعكس من الأسطح المجاورة لتوليد الكهرباء ,حيث يمكنها العمل عندما تكون السماء غائمة , على عكس ما قد يظن البعض من أن هذه الخلايا تعمل فقط عندما تكون الشمس ساطعة و السماء صافية ,
أما خلال فترة الليل عندما تغيب الشمس فإن الخلايا الكهروضوئية تتوقف عن العمل لذلك يمكن تخزين الكهرباء المولدة خلال النهار في بطاريات ليتم استخدامها في ساعات الظـــــــــــــــــــــــــــــــــــلام .
و يمكن تركيب الأنظمة الكهروضوئية في المباني بطرق مختلفة , حيث يمكن تثبيتها على السقف أو على الحوائط الخارجية للمبنى , هذا بالإضافة لإمكانية استخدامها كمادة تشطيب خارجية أو كمظلة للمطر أو ككاسرات لأشعة الشمس
 
2 التكيف مع المناخ Adapting With Climate :

 
يجب أن يتكيف المبنى مع المناخ و عناصره المختلفة , ففي اللحظة التي ينتهي فيها البناء يصبح جزءا من البيئة , كشجرة أو حجر, و يصبح معرضا لنفس تأثيرات الشمس أو الأمطار أو الرياح كأي شيء آخر متواجد في البيئة , فإذا استطاع المبنى أن يواجه الضغوط و المشكلات المناخية و في نفس الوقت يستعمل جميع الموارد المناخية و الطبيعية المتاحة من أجل تحقيق راحة الإنسان داخل المبنى فيمكن أن يطلق على هذا المبنى بأنه متوازن مناخيا ,
إن مشكلة التحكم المناخي و خلق جو مناسب لحياة الإنسان قديمة قدم الإنسانية نفسها , فقد حرص الإنسان على أن يتضمن بناؤه للمأوى عنصرين رئيسيين هما : الحماية من المناخ , و محاولة إيجاد جو داخلي ملائم لراحته ,
لذا اضطر الناس في المناطق الحارة و الجافة و الدافئة الرطبة إلى استنباط وسائل لتبريد مساكنهم باستخدام مصادر الطاقة و الظواهر الفيزيائية الطبيعيتين , و تبين أن هذه الحلول عموما , أكثر انسجاما مع وظائف جسم الإنسان الفيزيولوجية , من الوسائل الحديثة التي تعمل بالطاقة الكهربائية كأجهزة التبريد و تكــــــــــــــييف الهواء ,
ومن هذه المعالجات البيـــــــــــــــئية القديــــــــــــمة نذكر و باختــــــــــــــصار ما يلي :
الفناء الداخلي : يقوم بتخزين الهواء البارد ليلا لمواجهة الحرارة الشديدة نهارا في المناخ الحار الجاف .
الملقف : هو عبارة عن مهوى يعلو عن المبنى وله فتحة مقابلة لاتجاه هبوب الرياح السائدة لاقتناص الهواء المار فوق المبنى والذي يكون عادة أبرد ودفعه إلى داخل المبنى.
النافورة : توضع في وسط الفناء الخاص بالمنزل ويقصد بالنافورة إكساب الفناء المظهر الجمالي وامتزاج الهواء بالماء وترطيبه و من ثم انتقاله إلى الفراغات الداخـــــــــــــــلية.
السلسبيل : عبارة عن لوح رخامي متموج مستوحى من حركة الرياح أو الماء يوضع داخل كوة أو فتحة من الجدار المقابل للإيوان أو موضع الجلوس للسماح للماء أن يتقطر فوق سطحه لتسهيل عملية التبخر وزيادة رطوبة الهواء هناك .
الإيوان: وهو عبارة عن قاعة مسقوفة بثلاثة جدران فقط، ومفتوحة كليا من الجهة الرابعة , وتطل على صحن مكشوف، وقد يتقدمها رواق. وربما اتصلت بِقاعات وغرف متعددة حسب وظيفة البناء الموجودة فيه .
الشخشيخة :وهي تستخدم في تغطية القاعات الرئيسية وتساعد على توفير التهوية والإنارة غير المباشرة للقاعة التي تعلوها كما تعمل مع الملقف على تلطيف درجة حرارة الهواء و ذلك بسحب الهواء الساخن الموجود في أعــــــــــــــــــلى الغرفة .
المشربية : عبارة عن فتحات منخلية شبكية خشبية ذات مقطع دائري تفصل بينها مسافات محددة ومنتظمة بشكل هندسي زخرفي دقيق وبالغ التعقيد و تعمل على ضبط الهواء و الضوء إضافة لتوفيرها الخصوصية .
الأسقف : السقوف المقببة على شكل نصف كرة أو نصف اسطوانة تكون مظللة دائما إلا وقت الظهيرة كما تزيد سرعة الهواء المار فوق سطوحها المنحنية مما يعمل على خفض درجة حرارة هذه السقوف.


 
3 التقليل من استخـــــــــدام الموارد الجديـــــــــدة Minimizing New Resources :

 
هذا المبدأ يحث المصممين على مراعاة التقليل من استخدام الموارد الجديدة في المباني التي يصممونها , كما يدعوهم إلى تصميم المباني و إنشائها بأسلوب يجعلها هي نفسها أو بعض عناصرها- في نهاية العمر الافتراضي لهذه المباني- مصدرا و موردا للمباني الأخرى , فقلة الموارد على مستوى العالم لإنشاء مباني للأجيال القادمة خاصة مع الزيادات السكانية المتوقعة يدعو العاملين في مجال البناء للاهتمام بتطبيق هذا المبدأ بأساليب و أفكار مختلفة و مبتكرة في نفس الوقت, مع مراعاة استخدام مواد البناء و المنتجات التي تؤدي لحفظ تدمير البيئة عالميا , حيث يمكن استخدام الخشب مثلا شريطة ألا يدمر ذلك الغابات , كما تؤخذ في الاعتبار المواد الأخرى على أساس عدم سمية العناصر التي تنتجها مع انعدام أو انخفاض ما ينبعث منها من عناصر أو غازات ضارة , هذا و تعتبر إعادة تدوير المواد و الفضلات و بقايا المباني من أهم الطرق المتبعة للتقليل من استخدام الموارد و المواد الجديدة نظرا لأنها تضم مواد غير نشطة من حيث انعدام التفاعلات الكيميائية الداخلة بها , بالإضافة لاهتمام التصميم المستدام بتوفير فراغ كافي لتنفيذ برامج التخلص من المخلفات الصلبة و إعادة تدوير مخلفات الهدم , كما أن أحد الأساليب الأخرى لتقليل استخدام الموارد الجديدة هو إعادة استعمال الفراغات و المباني لوظائف و أنشــــــــــــطة أخـــــــــــــــــــــــــــــرى


 
 
 
4 احترام الموقع Respect for site :


 
الهدف الأساسي من هذا المبدأ أن يطأ المبنى الأرض بشكل و أسلوب لا يعمل على إحداث تغييرات جوهرية في معالم الموقع , ومن وجهة نظر مثالية و نموذجية أن المبنى إذا تم إزالته أو تحريكه من موقعه فإن الموقع يعود كسابق حالته قبل أن يتم بناء المبنى ,
و تعتبر قباب و خيام البدو الرحل , أحد أهم الأمثلة المعبرة عن هذا المبدأ , فهذه الخيام يتم نسجها من شعر الأغنام و الإبل ويتم تدعيمها و تثبيتها ببعض الأوتاد الخشبية و الحبال فقط , وعند رحيل البدو إلى أماكن أخرى بحثا عن الكلأ لرعي أغنامهم فنلاحظ عدم حدوث أية تغيرات جوهرية بالموقع و ربما لا يستدل على إقامتهم إلا من بقايا رماد النار التي كانوا يشعلونها لطـــــــهي الطــــــــــــــــعام أو للتدفئة ليلا ,
إن مبدأ احترام الموقع دعوة للمصممين لاستخدام أساليب و أفكار تصميمية يكون من شأنها إحداث أقل تغيرات ممكنة بموقع البناء خاصة في عمليات الحفر أو الردم أو انتزاع بعض الأشجار من أماكنها , ومن أهم الأمثلة المعاصرة في هذا المجال هو ابتكار نظام جديد و متطور لإيواء الحجاج في وادي منى , فلقد أدت المحاولات التصميمية لاستغلال سفوح الجبال لإيواء الحجاج مع المحافظة على البيئة الطبيعية للمشاعر المقدسة و طبوغرافية الموقع إلى ابتكار نوع من المنشآت الهيكلية القابلة للنقل و الانطباق , إن نظام الخيام الهيكلية المنطبقة المتعددة الطوابق ينسجم كليا مع طبيعة موقعه ومع ما يجاوره من منشآت لإيواء الحجاج في وادي منى , كما يحافظ على البيئة التي يقوم المسلمون فيها بتأدية جزء كبير من مناسك
أما سوزان ماكسمان((Susan Maxman فترى أنها العمارة التي تناسب ما يحيط بها وبصورة ما متوافقة مع معيشة الناس ومع جميع القوى المحركة للمجـــــــــــــــــــتمع .
وقد وضع أيان مشارج Ian Macharg)) أن مشكلة الإنسان مع الطبيعة تتجلى في ضرورة إعطاء الطبيعة صفة الاستمرارية بكفاءة كمية المصــــــــــــــــــــــــــــدر للحياة .
وفي وجهة نظر البعض فإن العمارة الخضراء هي منظومة عالية الكفاءة تتوافق مع محيطها الحيوي بأقل أضرار جانبية , فهي دعوة إلى التعامل مع البيئة بشكل أفضل يتكامل مع محدداتها , تسد أوجه نقصها أو تصلح عيبها أو تستفيد من ظواهر هذا المحيط البيئي و مصادره , ومن هنا جاء وصف هذه العمارة بأنها (خضراء) مثلها كالنبات الذي يحقق النجاح في مكانه حيث أنه يستفيد استفادة كاملة من المحيط المتواجد فيه للحصول على متطلباته الغذائية , فالنبات كلما ازداد عمرا ازداد طولا فهو لم يخلق مكتملا منذ بدايته حتى يصل إلى مرحلة الاستقرار , ومن هذه الناحية بالذات اقترن اسم العمارة الخضراء بمرادف آخر و هو التصميم المســــــتدام (Sustainable Design)


 

 
مبادئ العمارة الخضراء :
تتصف المباني والمدن المريضة بثلاث صفات رئيسية:
الأولى : استنزاف في الطاقة والموارد .
الثانية : تلويث البيئة بما يخرج منها من انبعاثات غازية وأدخنة أو فضلات سائلة وصلبة .
الثالثة : التأثير السلبي على صحة مستعملي المباني نتيجة استخدام مواد كيماوية التشطيبات أو ملوثات أخرى مختلفة.
وبناءا على هذه السلبيات قامت مبادئ العمارة الخضراء حاملة أفكار وأطروحات قادرة على التغلب على السلبيات السابقة , ويمكن تفصيل هذه المبادئ فـــــــــــــيما يلي :

 
الحفاظ على الطاقة conserving energy :
فالمبنى يجب أن يصمم ويشيد بأسلوب يتم فيه تقليل الاحتياج للوقود الحفري والاعتماد بصورة أكبر على الطاقات الطبيعية ,
و المجتمعات القديمة فهمت وحققت هذا المبدأ في أحيان كثــــــــــــــــــــــــــــــــيرة .
فقد تأثرت جميع الشعوب و منذ بدأ الخليقة بالعوامل البيئية عند تصميمها لمبانيها , فنجد أن الإنسان قديما قد تأثر بحركة الشمس في بناء مسكنه كما هو الحال عند سكان البادي من الشمس المنخفضة في الشتاء و تتقي بسهولة الشمس العالية في الصيف , كما هو الحال عند سكان البادية الذين يقومون بتوجيه خيامهم نحو جهة الجنوب حتى تستفيد بقدر المستطاع من الشمس المنخفضة في الشتاء وتتقي بسهولة الشمس العالية في الصــــــــــــــــيف

 
وعلى ذلك يمكن تعريف العمارة الخضراء من مجمل الآراء السابقة بأنها : عملية تصميم المباني بأسلوب يحترم البيئة مع الأخذ في الاعتبار تقليل استهلاك الطاقة والموارد مع تقليل تأثيرات الإنشاء والاستعمال على البيئة مع تعظيم الانســــــــــــجام مع الطبيعة.

 

 

 

طلاء أسطح المباني في مدن العالم باللون الأبيض قد يخفض درجات الحرارة

 

أشارت نتائج دراسة عن المناخ إلى أن طلاء أسطح المباني في مدن العالم باللون الأبيض قد يخفض درجات الحرارة في مناطق الحضر بشكل كبير وربما يؤدي إلى تخفيف اثر ارتفاع حرارة الأرض.

وقال كيث اوليسون المشرف على الدراسة إن البحث الجديد يظهر أن الأسطح البيضاء من الناحية النظرية على الأقل قد تكون طريقة فعالة في الحد من درجات الحرارة بمناطق الحضر مضيفا أن هذه الفكرة تتطلب المزيد من البحث ورؤية ما إذا كان ممكنا بالفعل طلاء أسطح مباني المدن باللون الأبيض.

واستخدم الباحثون نماذج الكمبيوتر لإجراء محاكاة لحجم الأشعة الشمسية التي ستمتصها الأسطح في المناطق الحضرية وقدروا أنه في حال طليت أسطح المدن في كل أنحاء العالم بالكامل باللون الأبيض فإن ذلك يؤدي إلى خفض اثر جزر الحرارة بواقع 33 في المئة وبالتالي انخفاض حرارة المدن بنحو أربع درجات مئوية وسطيا.

كما تعمل الأسطح البيضاء على إبقاء حرارة المباني من الداخل أكثر لطفا.

وكشفت تجربة المحاكاة أنه في منطقة نيويورك ستعمل الأسطح البيضاء على تلطيف درجات حرارة المدينة الأمريكية بعد الظهر في الصيف بواقع درجة مئوية.

وفي عالم الواقع يصعب طلاء أي سطح باللون الأبيض بالكامل بسبب منافذ التسخين والتبريد والفتحات الأخرى.

بدوره أيد ستيفن شو وزير الطاقة الأمريكي الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء فكرة الأسطح البيضاء التي اعتبرها بعض المنتقدين خيالية العام الماضي كما أشار بحث لعلماء بالمركز الوطني الأمريكي لبحوث المناخ إلى أن الفكرة محتملة.

ويؤثر تغير المناخ على المدن بشكل أكبر من القرى لأن الكثير من المسطحات فيها ومنها الطرق الممهدة بالإسفلت ذي اللون الداكن والأسطح المغطاة بالقار تمتص حرارة الشمس أكثر وهذا يخلق ما يسمى ب جزر الحرارة حيث تكون درجات الحرارة أعلى بما يتراوح بين درجة وثلاث درجات مئوية من الريف.

ومن شأن الأسطح البيضاء والطرق الأفتح لونا أن تعكس هذه الحرارة بدلا من امتصاصها.

 

دور العمارة المعاصرة في التقليل من الاحتباس الحراري

http://www.aun.edu.eg/conferences/27_9_2009/ConferenceCD_files/Papers/59.pdf

تأثير محطات (أبراج) الهواتف الخلوية على صحة الإنسان

كثر في الآونة الأخيرة جدل حول تأثير محطات (أبراج) الهواتف الخلوية على صحة الإنسان، وانقسم الجميع في هذا الأمر إلى فريقين وبقى عامة الجمهور في حالة من القلق والحيرة ما بين الخوف والحذر من التأثيرات السلبية المتوقعة لهذا النوع من المحطات، والنهم المتزايد على اقتناء أجهزة الخلوية والاستفادة من التطور المطرد في تقنيات الاتصالات.

 

خلال العقدين الماضيين أجريت العشرات من الدراسات والأبحاث حول تأثير الإشعاعات الصادرة عن محطات (أبراج) الهواتف الخلوية على صحة الإنسان، وجائت النتائج مخيبة للآمال ولم تشفي غليل المواطن الواقع بين لهفته في محاكاة احتياجات العصر، والحرص على حماية نفسه من أي أمراض قد تتسبب عن وجود هذه المحطات على صحته. ففي الوقت الذي يزداد معدل التوجه لاقتناء جهاز الهاتف النقال (المحمول، الجوال)، تزداد وترتفع الأصوات المطالبة بوقف زرع محطات (أبراج) الهواتف الخلوية، فوق أسطح المنازل والمباني العامة.

 

قد تكون الهواتف الخلوية تقنية حديثة نسبيا ولكن أساس هذه التقنية وهو المذياع (الراديو) والذي استخدم في الاتصالات منذ أكثر من مائة عام. في بداية الأمر استخدم المذياع في البث ولكنه استخدم أيضا في الاتصالات ذات الاتجاهين (بين مرسل ومستقبل) كما في أجهزة الاتصال اللاسلكي. تطورت هذه التقنية اليوم مما مكن البلايين من البشر من التمتع باستخدام الهواتف الخلوية وقطف مميزاتها. والهواتف الخلوية وأبراجها يرسلان ويستقبلان الإشارات باستخدام موجات كهرومغناطيسية (تدعى أيضا المجالات الكهرومغناطيسية). تنبعث الموجات الكهرومغناطيسية من مصادر طبيعية أو صناعية وتلعب دور مهم في حياتنا اليومية. فنحن نشعر بالدفء نتيجة الموجات الكهرومغناطيسية التي تنبعث من الشمس كما أننا يمكننا رؤية الأشياء باستخدام جزء من الطيف الكهرومغناطيسي (يسمى بالطيف المرئي) والذي يمكن لأعيننا أن تكتشفه.

 

تولد الموجات الكهرومغناطيسية هي نتيجة حتمية في كل جهاز يجري فيه تيار كهربائي وحتى في الخلايا العصبية في جسم الإنسان. جميع الإشعاعات الكهرومغناطيسية تتكون من مجالات كهربائية ومغناطيسية متذبذبة. تردد هذه الذبذبات يحدد خصائص هذه الموجة والتطبيق الذي يمكن أن تستخدم فيه. ويقاس تردد الموجات بوحدة الهيرتز (Hz).

 

الهواتف الخلوية لا تعدو عن أنها أجهزة مذياع ذات اتجاهين (مرسل ومستقبل) تعمل بطاقة متدنية. يقوم الهاتف بتحويل صوت المستخدم والكتابة النصية إلى موجات راديو. عندما يقوم المستخدم بإجراء اتصال فإن هذه الموجات ترسل من الهاتف إلى أقرب قاعدة (برج) اتصالات. عندما تصل هذه الموجات للقاعدة فإنها تقوم بتوجيهها لشبكة الهاتف الرئيسية والتي تقوم بدورها بتحويلها لأقرب قاعدة (برج) في منطقة الشخص المستلم للاتصال. أما قاعدة محطات (أبراج) الهواتف الخلوية تستخدم موجات الراديو لتوصل الهواتف الخلوية بالشبكة الهاتفية لكي يتمكن المستخدم من إرسال واستقبال المكالمات، والرسائل القصيرة والوسائط المتعددة وغيرها من تطبيقات الهواتف الخلوية.

 

تكمن خطورة قواعد الهواتف الخلوية (الأبراج) في أشعة الراديو المنبعثة منها وقدرتها (معدل طاقتها لكل وحدة زمن). فهناك ثلاث أنواع من التفاعلات التي يمكن أن تحدث بين هذه الأشعة والخلايا في جسم الإنسان.

1. اقتران بين المجال الكهربي للأشعة مع الخلايا

2. اقتران المجال المغناطيسي للأشعة مع الخلايا

3. امتصاص لطاقة الأشعة من قبل الخلايا ونتيجة لذلك يحدث ارتفاع في درجة حرارة الخلايا.

 

وبما أن طاقة الأشعة تتناسب عكسيا مع مربع المسافة التي تقطعها، فإنه كلما بعد الإنسان عن القاعدة (البرج) ستقل طاقة الأشعة التي تصل لجسمه. لذا فإن التصميم الهندسي للقاعدة (البرج) ضروري لضمان عدم تعرض الإنسان لمستوى عالي من الطاقة. لذا فمن العوامل التي تلعب دورا مهما هي:

1. الطاقة الابتدائيةالمنبعثة من الهوائي.

2. ارتفاع القاعدة عن مستوى الأرض.

3.الزاوية التي يميل بها الهوائي عن الخط الأفقي لكي تصل الأشعة إلى سطح الأرض وهي أيضا مسئولة عن تحديد البعد عن قاعدة البرج قبل أن تصدم الأشعة بالأرض.

 

لقد تم وضع معايير دولية من قبل الهيئة الدولية للحماية من الإشعاعات غير المؤينة (ICNIRP)، مبنية على أبحاث علمية في هذا المجال، محدد فيها قدرات الأشعة التي لا تشكل ضررا للإنسان والتي يجب الالتزام بها في كافة القواعد (الأبراج) الخاصة بالهواتف الخلوية. هذه المعايير وضعت آخذة في الاعتبار الأثر الثالث في تفاعل الأشعة مع خلايا جسم الإنسان السابق الذكر؛ هو ارتفاع درجة حرارة الخلايا.

 

معدل امتصاص الطاقة النوعي (SAR) هو المعيار الذي تم وضعه لقياس ضرر الأشعة على جسم الإنسان يحدد كمية الطاقة التي يمتصها أعضاء جسم الإنسان المختلفة لكل وحدة زمن ولكل وحدة كتلة ويقاس بواط لكل كلغم(W/kg) . والجدول المرفق يوضح جرعة (SAR) للجمهور وللمهنيين والتي لا يجب تجاوزها.

 

أبراج الـجوال وصحة الإنسان

معظم الدراسات والأبحاث التي أجريت من أجل تحديد الآثار السلبية على الإنسان جراء تعرضه للإشعاعات الصادرة عن قواعد (أبراج) الهواتف الخلوية خلصت إلى أنه في حال تعدي معدل امتصاص الجسم للجرعة المسموح بها من هذه الإشعاعات تكون النتيجة الحتمية الإصابة بالأعراض المرضية منها ما هو عام مثل الشعور بالإرهاق والصداع والتوتر وأخرى عضوية قد تكون قاتلة كالسرطان. ولهذا حرصت الدول وفي سبيل حماية مواطنيها على وضع شروط ومعايير لمراقبة تركيب محطات (أبراج) الهواتف الخلوية. وفلسطين كغيرها من دول العالم أعدت منذ سنوات كراستي (بروتوكولين) لهذا الغرض، وذلك من خلال لجنة فنية ضمت ممثلين عن كل من سلطة جودة البيئة ووزارة الصحة ووزارة الاتصالات الفلسطينية وبالاستعانة بالمعايير والمواصفات القياسية فيما يتعلق بعوامل الأمان الإشعاعي والتي أوصت بها منظمة الصحة العالمية وحددتها الهيئة الدولية للحماية من الإشعاعات غير المؤينة وخبرات دول الجوار. وفيما يلي أهم الشروط والمعايير المعتمدة لإعطاء الموافقات والتراخيص اللازمة لإنشاء والسماح بتشغيل محطة (برج) للهواتف الخلوية:

1. أن  يكون ارتفاع المبني المراد إقامة المحطة فوق سطحه في حدود من 15-50 متر

2.  أن يكون ارتفاع الهوائي أعلى من المباني المجاورة في دائرة نصف قطرها 10 أمتار

3.  أن يكون سطح المبني الذي يتم تركيب الهوائي فوقه من الخرسانة المسلحة

4.ألا تقل  المسافة بين أي محطتين علي سطح نفس المبني عن 12 متراً

5.أن يكون الهوائي من النوعية التي لا تقل نسبة الكسب الأمامي مقارنة بالكسب الخلفي عن 20 ديسبل.

6. ألا تقل المسافة بين الهوائي والجسم البشري عن 12 متر في اتجاه الشعاع الرئيسي

7.لا يسمح بتركيب الهوائي فوق أسطح المباني المستقلة بالكامل كالمستشفيات والمدارس

8. أن يتم وضع حواجز معدنية من جميع لاتجاهات

9. إلزام الشركات بالمواصفات الخاصة بالإشعاع طبقا لما أصدرته جمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيات الأمريكية والمعهد القومي الأمريكي للمعايرة، والتي تنص علي أن الحد الأقصى لكثافة القدرة الإشعاعية التي يتعرض لها الإنسان يجب أن لا تتجاوز 0.4 ملي وات/سم2 علي أن تقدم الشركة شهادة بذلك

10. يجب عدم توجيه الهوائيات في اتجاه أفنية وبنايات مدارس الأطفال في المراحل الابتدائية والإعدادية لكون هؤلاء التلاميذ في مرحلة نمو تجعلهم أكثر حساسية.

ورداً على ما يدور حول تركيب قواعد (أبراج) الهواتف الخلوية فوق أسطح العمارات وداخل الكتل السكنية يمكن القول بأن الأمر لم يحسم حتى تاريخه ولكن الدراسات العلمية التي أجرتها منظمة الصحة العالمية والمؤسسات العالمية الأخرى ذات العلاقة حول تأثير الإشعاع الكهرومغناطيسي لقواعد (أبراج) الهواتف الخلوية تفيد بأن تركيب قواعد (أبراج) الهواتف الخلوية تكون مأمونة على العنصر البشري العادي تحت أسطح العمارات المركب عليها قواعد (أبراج) الهواتف الخلوية وكذلك المحيط بشرط تطبيق المواصفات القياسية لكثافة الإشعاع والالتزام بالمعايير والمواصفات القياسية الواردة في البروتوكول .

 

للأعلى